- Adminمدير المنتدى
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 5697
اضافة رد : 0
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 31
ارميا النبى
الإثنين أكتوبر 03, 2011 2:04 pm
النبي ارميا
تدور النبوءات التي سجلها النبي إرميا في نحو القرن السادس ق.م. حول ضرورة قبول دينونة الله التي لا مفر منها؛ لأن قبولها يُفضي إلى حياة جديدة. لقد عاش إرميا طوال الأربعين سنة الأخيرة من حياة مملكة يهوذا، وشاهد وعانى من هجوم الجيش الكلداني على أُورشليم ومملكة يهوذا، واستيلائه عليها، وسبي الشعب، ودمار الهيكل. كان قد أنذر وحذر الناس مما سيجري عليهم، وتوسل إليهم أن يرجعوا إلى الرب ويتخلوا عن آثامهم من غير جدوى. بل تعرض للمهانة والاحتقار والاضطهاد.
يشتمل هذا الكتاب أيضاً على تفاصيل كثيرة لحياة إرميا مما يجعله أكثر أنبياء العهد القديم وضوحاً.
لم يكن لدى إِرميا، في خضم الأحداث الرهيبة التي ألمت بيهوذا سوى رسالة واحدة يذيعها على مسامع الشعب: «توبوا وارجعوا إلى الله». دعاهم إلى التخلي عن الأوهام وإعطاء الله مكانته اللائقة به والتي هي من حقه، في حياة الأُمة. لا شيء يمكنه أَن ينقذ الشعب من مصيرهم، لا ثروتهم ولا جيوشهم، ولا رجال سياستهم، حتى ولا دينهم، إنما الله وحده هو القادر على إنقاذهم. إِن دمار أُورشليم يبقى تذكاراً خالداً لكل العصور على مصير الأُمة التي ترفض الله. ولكن كانت لدى إرميا رسالة أُخرى هي رسالة الرجاء. فمع أن شعب يهوذا قد نبذ الله، فإن الله لم ينبذهم، وأنه لابد أن يظهر قوته من أجل إنقاذهم من أسرهم.
الاصحاح الاول من سفر النبي ارميا
كلام ارميا بن حلقيا من الكهنة الذين في عناثوث في ارض بنيامين الذي كانت كلمة الرب اليه في ايام يوشيا بن آمون ملك يهوذا في السنة الثالثة عشرة من ملكه. وكانت في ايام يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا الى تمام السنة الحادية عشرة لصدقيا بن يوشيا ملك يهوذا الى سبي اورشليم في الشهر الخامس
فكانت كلمة الرب اليّ قائلا قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب. فقلت آه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس
ثم صارت كلمة الرب اليّ قائلا. ماذا انت راء يا ارميا. فقلت انا راء قضيب لوز. فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها. ثم صارت كلمة الرب اليّ ثانية قائلا ماذا انت راء. فقلت اني راء قدرا منفوخة ووجهها من جهة الشمال. فقال الرب لي من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الارض. لاني هانذا داع كل عشائر ممالك الشمال يقول الرب. فيأتون ويضعون كل واحد كرسيه في مدخل ابواب اورشليم وعلى كل اسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا واقيم دعواي على كل شرهم لانهم تركوني وبخروا لآلهة اخرى وسجدوا لاعمال ايديهم
اما انت فنطّق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع من وجوههم لئلا اريعك امامهم. هانذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد واسوار نحاس على كل الارض. لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الارض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول الرب لانقذك
ارميا 1: 1-19
سفر مراثي إرميا هو نشيد رثائي جنائزي نظمه إرميا النبي بوحي من الروح القدس في نحو القرن السادس ق.م. في أعقاب سقوط مدينة أُورشليم. كان إرميا شاهد عيان لكل ما حل بالمدينة المقدسة من ويلات وخراب فوصفها وصفاً رائعاً مليئاً بالتفاصيل الأليمة ليكون ذلك عبرة لمن اعتبر فلا يسأل من ثم أحد: لماذا لم يخبرنا أحد عن الثمن الباهظ الذي يجب علينا دفعه نتيجة عصياننا لله. وتكاد هذه المرثاة أن تخلو من كل عزاء لولا ما نراه في صلاة إرميا الواردة في الفصل الخامس التي يتخطى فيها الظروف الراهنة إلى ما بعد الفاجعة، وركام الأتربة المتكومة على المدينة التي كانت تدعى ذات يوم أُورشليم المجيدة، رافعاً عينيه إلى الله ذي العرش الخالد، فهناك فقط يجد إرميا عزاءه.
إن كتاب مراثي إرميا هو إعلان واضح عن غضب الله، فيصور لنا الحقيقة الأليمة وهي: وعد الله بمعاقبة الخطيئة وإدانتها، وحماقة أهل يهوذا الذين وضعوا الله على محك الاختبار. والأسوأُ من كل هذا أنه كان في الإمكان تفادي هذه الكارثة ولكن الشعب مع زعمائه أصموا أذانهم عن كل تحذير. إن أمانة الله عظيمة تتجدد في كل يوم ورحمته لا تبيد (3:2223) ولو وعى أهل يهوذا هذه الحقيقة لتفادوا هذه المأْساة. إن التحذير والوعد الواردين في هذا الكتاب يتحتم نقشهما بحروف بارزة في كبد السماء ليراها جميع الناس.
(بعد سبي يهوذا ودمار أُورشليم أخذ إرميا النبي يندب أُورشليم ويرثيها بهذه القصيدة التي تبدأُ أبياتها بالحروف الأَبجدية العبرية على الترتيب).
مراثي ارميا النبي الباكي
كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب. كيف صارت كارملة العظيمة في الامم. السيدة في البلدان صارت تحت الجزية. تبكي في الليل بكاء ودموعها على خديها. ليس لها معزّ من كل محبيها. كل اصحابها غدروا بها. صاروا لها اعداء. قد سبيت يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية. هي تسكن بين الامم. لا تجد راحة. قد ادركها كل طارديها بين الضيقات. طرق صهيون نائحة لعدم الآتين الى العيد. كل ابوابها خربة كهنتها يتنهدون. عذاراها مذللة وهي في مرارة. صار مضايقوها راسا. نجح اعداؤها لان الرب قد اذلّها لاجل كثرة ذنوبها ذهب اولادها الى السبي قدام العدو. وقد خرج من بنت صهيون كل بهائها. صارت رؤساؤها كأيائل لا تجد مرعى فيسيرون بلا قوة امام الطارد. قد ذكرت اورشليم في ايام مذلتها وتطوّحها كل مشتهياتها التي كانت في ايام القدم. عند سقوط شعبها بيد العدو وليس من يساعدها. رأتها الاعداء ضحكوا على هلاكها. قد اخطأت اورشليم خطية من اجل ذلك صارت رجسة. كل مكرميها يحتقرونها لانهم رأوا عورتها وهي ايضا تتنهد وترجع الى الوراء. نجاستها في اذيالها. لم تذكر آخرتها وقد انحطت انحطاطا عجيبا. ليس لها معزّ. انظر يا رب الى مذلتي لان العدو قد تعظم. بسط العدو يده على كل مشتهياتها فانها رأت الامم دخلوا مقدسها الذين امرت ان لا يدخلوا في جماعتك. كل شعبها يتنهدون يطلبون خبزا. دفعوا مشتهياتهم للأكل لاجل رد النفس. انظر يا رب وتطلع لاني قد صرت محتقرة
أما اليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا ان كان حزن مثل حزني الذي صنع بي الذي اذلني به الرب يوم حمو غضبه. من العلاء ارسل نارا الى عظامي فسرت فيها. بسط شبكة لرجليّ. ردني الى الوراء. جعلني خربة اليوم كله مغمومة. شدّ نير ذنوبي بيده. ضفرت صعدت على عنقي. نزع قوتي دفعني السيد الى ايد لا استطيع القيام منها. رذل السيد كل مقتدري في وسطي. دعا عليّ جماعة لحطم شباني. داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرة. على هذه انا باكية. عيني عيني تسكب مياها لانه قد ابتعد عني المعزي رادّ نفسي. صار بنيّ هالكين لانه قد تجبر العدو
بسطت صهيون يديها. لا معزي لها. أمر الرب على يعقوب ان يكون مضايقوه حواليه. صارت اورشليم نجسة بينهم. بار هو الرب لاني قد عصيت امره. اسمعوا يا جميع الشعوب وانظروا الى حزني. عذاراي وشباني ذهبوا الى السبي. ناديت محبيّ. هم خدعوني. كهنتي وشيوخي في المدينة ماتوا اذ طلبوا لذواتهم طعاما ليردوا انفسهم. انظر يا رب فاني في ضيق. احشائي غلت. ارتد قلبي في باطني لاني قد عصيت متمردة. في الخارج يثكل السيف وفي البيت مثل الموت. سمعوا اني تنهدت. لا معزي لي. كل اعدائي سمعوا ببليتي. فرحوا لانك فعلت. تأتي باليوم الذي ناديت به فيصيرون مثلي. ليات كل شرهم امامك. وافعل بهم كما فعلت بي من اجل كل ذنوبي لان تنهداتي كثيرة وقلبي مغشيّ عليه
كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام. ألقى من السماء الى الارض فخر اسرائيل ولم يذكر موطئ قدميه في يوم غضبه. ابتلع السيد ولم يشفق كل مساكن يعقوب. نقض بسخطه حصون بنت يهوذا. اوصلها الى الارض نجس المملكة ورؤساءها. عضب بحمو غضبه كل قرن لاسرائيل. رد الى الوراء يمينه امام العدو واشتعل في يعقوب مثل نار ملتهبة تأكل ما حواليها. مدّ قوسه كعدو. نصب يمينه كمبغض وقتل كل مشتهيات العين في خباء بنت صهيون. سكب كنار غيظه. صار السيد كعدو. ابتلع اسرائيل. ابتلع كل قصوره اهلك حصونه واكثر في بنت يهوذا النوح والحزن. ونزع كما من جنة مظلته. اهلك مجتمعه. أنسى الرب في صهيون الموسم والسبت ورذل بسخط غضبه الملك والكاهن. كره السيد مذبحه. رذل مقدسه. حصر في يد العدو اسوار قصورها. اطلقوا الصوت في بيت الرب كما في يوم الموسم. قصد الرب ان يهلك سور بنت صهيون. مدّ المطمار. لم يردد يده عن الاهلاك وجعل المترسة والسور ينوحان. قد حزنا معا. تاخت في الارض ابوابها. اهلك وحطم عوارضها. ملكها ورؤساؤها بين الامم. لا شريعة. انبياؤها ايضا لا يجدون رؤيا من قبل الرب. شيوخ بنت صهيون يجلسون على الارض ساكتين. يرفعون التراب على رؤوسهم يتنطقون بالمسوح. تحني عذارى اورشليم رؤوسهنّ الى الارض. كلّت من الدموع عيناي. غلت احشائي. انسكبت على الارض كبدي على سحق بنت شعبي لاجل غشيان الاطفال والرضّع في ساحات القرية. يقولون لامهاتهم اين الحنطة والخمر اذ يغشى عليهم كجريح في ساحات المدينة اذ تسكب نفسهم في احضان امهاتهم. بماذا انذرك بماذا احذرك. بماذا اشبهك يا ابنة اورشليم. بماذا اقايسك فاعزيك ايتها العذراء بنت صهيون. لان سحقك عظيم كالبحر. من يشفيك. انبياؤك رأوا لك كذبا وباطلا ولم يعلنوا اثمك ليردوا سبيك بل رأوا لك وحيا كاذبا وطوائح. يصفق عليك بالايادي كل عابري الطريق. يصفرون وينغضون رؤوسهم على بنت اورشليم قائلين أهذه هي المدينة التي يقولون انها كمال الجمال بهجة كل الارض. يفتح عليك افواههم كل اعدائك. يصفرون ويحرقون الاسنان. يقولون قد اهلكناها. حقا ان هذا اليوم الذي رجوناه. قد وجدناه قد رايناه. فعل الرب ما قصد. تمم قوله الذي اوعد به منذ ايام القدم. قد هدم ولم يشفق واشمت بك العدو. نصب قرن اعدائك. صرخ قلبهم الى السيد. يا سور بنت صهيون اسكبي الدمع كنهر نهارا وليلا. لا تعطي ذاتك راحة. لا تكف حدقة عينك. قومي اهتفي في الليل في اول الهزع. اسكبي كمياه قلبك قبالة وجه السيد. ارفعي اليه يديك لاجل نفس اطفالك المغشي عليهم من الجوع في راس كل شارع
تدور النبوءات التي سجلها النبي إرميا في نحو القرن السادس ق.م. حول ضرورة قبول دينونة الله التي لا مفر منها؛ لأن قبولها يُفضي إلى حياة جديدة. لقد عاش إرميا طوال الأربعين سنة الأخيرة من حياة مملكة يهوذا، وشاهد وعانى من هجوم الجيش الكلداني على أُورشليم ومملكة يهوذا، واستيلائه عليها، وسبي الشعب، ودمار الهيكل. كان قد أنذر وحذر الناس مما سيجري عليهم، وتوسل إليهم أن يرجعوا إلى الرب ويتخلوا عن آثامهم من غير جدوى. بل تعرض للمهانة والاحتقار والاضطهاد.
يشتمل هذا الكتاب أيضاً على تفاصيل كثيرة لحياة إرميا مما يجعله أكثر أنبياء العهد القديم وضوحاً.
لم يكن لدى إِرميا، في خضم الأحداث الرهيبة التي ألمت بيهوذا سوى رسالة واحدة يذيعها على مسامع الشعب: «توبوا وارجعوا إلى الله». دعاهم إلى التخلي عن الأوهام وإعطاء الله مكانته اللائقة به والتي هي من حقه، في حياة الأُمة. لا شيء يمكنه أَن ينقذ الشعب من مصيرهم، لا ثروتهم ولا جيوشهم، ولا رجال سياستهم، حتى ولا دينهم، إنما الله وحده هو القادر على إنقاذهم. إِن دمار أُورشليم يبقى تذكاراً خالداً لكل العصور على مصير الأُمة التي ترفض الله. ولكن كانت لدى إرميا رسالة أُخرى هي رسالة الرجاء. فمع أن شعب يهوذا قد نبذ الله، فإن الله لم ينبذهم، وأنه لابد أن يظهر قوته من أجل إنقاذهم من أسرهم.
الاصحاح الاول من سفر النبي ارميا
كلام ارميا بن حلقيا من الكهنة الذين في عناثوث في ارض بنيامين الذي كانت كلمة الرب اليه في ايام يوشيا بن آمون ملك يهوذا في السنة الثالثة عشرة من ملكه. وكانت في ايام يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا الى تمام السنة الحادية عشرة لصدقيا بن يوشيا ملك يهوذا الى سبي اورشليم في الشهر الخامس
فكانت كلمة الرب اليّ قائلا قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب. فقلت آه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس
ثم صارت كلمة الرب اليّ قائلا. ماذا انت راء يا ارميا. فقلت انا راء قضيب لوز. فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها. ثم صارت كلمة الرب اليّ ثانية قائلا ماذا انت راء. فقلت اني راء قدرا منفوخة ووجهها من جهة الشمال. فقال الرب لي من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الارض. لاني هانذا داع كل عشائر ممالك الشمال يقول الرب. فيأتون ويضعون كل واحد كرسيه في مدخل ابواب اورشليم وعلى كل اسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا واقيم دعواي على كل شرهم لانهم تركوني وبخروا لآلهة اخرى وسجدوا لاعمال ايديهم
اما انت فنطّق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع من وجوههم لئلا اريعك امامهم. هانذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد واسوار نحاس على كل الارض. لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الارض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول الرب لانقذك
ارميا 1: 1-19
سفر مراثي إرميا هو نشيد رثائي جنائزي نظمه إرميا النبي بوحي من الروح القدس في نحو القرن السادس ق.م. في أعقاب سقوط مدينة أُورشليم. كان إرميا شاهد عيان لكل ما حل بالمدينة المقدسة من ويلات وخراب فوصفها وصفاً رائعاً مليئاً بالتفاصيل الأليمة ليكون ذلك عبرة لمن اعتبر فلا يسأل من ثم أحد: لماذا لم يخبرنا أحد عن الثمن الباهظ الذي يجب علينا دفعه نتيجة عصياننا لله. وتكاد هذه المرثاة أن تخلو من كل عزاء لولا ما نراه في صلاة إرميا الواردة في الفصل الخامس التي يتخطى فيها الظروف الراهنة إلى ما بعد الفاجعة، وركام الأتربة المتكومة على المدينة التي كانت تدعى ذات يوم أُورشليم المجيدة، رافعاً عينيه إلى الله ذي العرش الخالد، فهناك فقط يجد إرميا عزاءه.
إن كتاب مراثي إرميا هو إعلان واضح عن غضب الله، فيصور لنا الحقيقة الأليمة وهي: وعد الله بمعاقبة الخطيئة وإدانتها، وحماقة أهل يهوذا الذين وضعوا الله على محك الاختبار. والأسوأُ من كل هذا أنه كان في الإمكان تفادي هذه الكارثة ولكن الشعب مع زعمائه أصموا أذانهم عن كل تحذير. إن أمانة الله عظيمة تتجدد في كل يوم ورحمته لا تبيد (3:2223) ولو وعى أهل يهوذا هذه الحقيقة لتفادوا هذه المأْساة. إن التحذير والوعد الواردين في هذا الكتاب يتحتم نقشهما بحروف بارزة في كبد السماء ليراها جميع الناس.
(بعد سبي يهوذا ودمار أُورشليم أخذ إرميا النبي يندب أُورشليم ويرثيها بهذه القصيدة التي تبدأُ أبياتها بالحروف الأَبجدية العبرية على الترتيب).
مراثي ارميا النبي الباكي
كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب. كيف صارت كارملة العظيمة في الامم. السيدة في البلدان صارت تحت الجزية. تبكي في الليل بكاء ودموعها على خديها. ليس لها معزّ من كل محبيها. كل اصحابها غدروا بها. صاروا لها اعداء. قد سبيت يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية. هي تسكن بين الامم. لا تجد راحة. قد ادركها كل طارديها بين الضيقات. طرق صهيون نائحة لعدم الآتين الى العيد. كل ابوابها خربة كهنتها يتنهدون. عذاراها مذللة وهي في مرارة. صار مضايقوها راسا. نجح اعداؤها لان الرب قد اذلّها لاجل كثرة ذنوبها ذهب اولادها الى السبي قدام العدو. وقد خرج من بنت صهيون كل بهائها. صارت رؤساؤها كأيائل لا تجد مرعى فيسيرون بلا قوة امام الطارد. قد ذكرت اورشليم في ايام مذلتها وتطوّحها كل مشتهياتها التي كانت في ايام القدم. عند سقوط شعبها بيد العدو وليس من يساعدها. رأتها الاعداء ضحكوا على هلاكها. قد اخطأت اورشليم خطية من اجل ذلك صارت رجسة. كل مكرميها يحتقرونها لانهم رأوا عورتها وهي ايضا تتنهد وترجع الى الوراء. نجاستها في اذيالها. لم تذكر آخرتها وقد انحطت انحطاطا عجيبا. ليس لها معزّ. انظر يا رب الى مذلتي لان العدو قد تعظم. بسط العدو يده على كل مشتهياتها فانها رأت الامم دخلوا مقدسها الذين امرت ان لا يدخلوا في جماعتك. كل شعبها يتنهدون يطلبون خبزا. دفعوا مشتهياتهم للأكل لاجل رد النفس. انظر يا رب وتطلع لاني قد صرت محتقرة
أما اليكم يا جميع عابري الطريق. تطلعوا وانظروا ان كان حزن مثل حزني الذي صنع بي الذي اذلني به الرب يوم حمو غضبه. من العلاء ارسل نارا الى عظامي فسرت فيها. بسط شبكة لرجليّ. ردني الى الوراء. جعلني خربة اليوم كله مغمومة. شدّ نير ذنوبي بيده. ضفرت صعدت على عنقي. نزع قوتي دفعني السيد الى ايد لا استطيع القيام منها. رذل السيد كل مقتدري في وسطي. دعا عليّ جماعة لحطم شباني. داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرة. على هذه انا باكية. عيني عيني تسكب مياها لانه قد ابتعد عني المعزي رادّ نفسي. صار بنيّ هالكين لانه قد تجبر العدو
بسطت صهيون يديها. لا معزي لها. أمر الرب على يعقوب ان يكون مضايقوه حواليه. صارت اورشليم نجسة بينهم. بار هو الرب لاني قد عصيت امره. اسمعوا يا جميع الشعوب وانظروا الى حزني. عذاراي وشباني ذهبوا الى السبي. ناديت محبيّ. هم خدعوني. كهنتي وشيوخي في المدينة ماتوا اذ طلبوا لذواتهم طعاما ليردوا انفسهم. انظر يا رب فاني في ضيق. احشائي غلت. ارتد قلبي في باطني لاني قد عصيت متمردة. في الخارج يثكل السيف وفي البيت مثل الموت. سمعوا اني تنهدت. لا معزي لي. كل اعدائي سمعوا ببليتي. فرحوا لانك فعلت. تأتي باليوم الذي ناديت به فيصيرون مثلي. ليات كل شرهم امامك. وافعل بهم كما فعلت بي من اجل كل ذنوبي لان تنهداتي كثيرة وقلبي مغشيّ عليه
كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام. ألقى من السماء الى الارض فخر اسرائيل ولم يذكر موطئ قدميه في يوم غضبه. ابتلع السيد ولم يشفق كل مساكن يعقوب. نقض بسخطه حصون بنت يهوذا. اوصلها الى الارض نجس المملكة ورؤساءها. عضب بحمو غضبه كل قرن لاسرائيل. رد الى الوراء يمينه امام العدو واشتعل في يعقوب مثل نار ملتهبة تأكل ما حواليها. مدّ قوسه كعدو. نصب يمينه كمبغض وقتل كل مشتهيات العين في خباء بنت صهيون. سكب كنار غيظه. صار السيد كعدو. ابتلع اسرائيل. ابتلع كل قصوره اهلك حصونه واكثر في بنت يهوذا النوح والحزن. ونزع كما من جنة مظلته. اهلك مجتمعه. أنسى الرب في صهيون الموسم والسبت ورذل بسخط غضبه الملك والكاهن. كره السيد مذبحه. رذل مقدسه. حصر في يد العدو اسوار قصورها. اطلقوا الصوت في بيت الرب كما في يوم الموسم. قصد الرب ان يهلك سور بنت صهيون. مدّ المطمار. لم يردد يده عن الاهلاك وجعل المترسة والسور ينوحان. قد حزنا معا. تاخت في الارض ابوابها. اهلك وحطم عوارضها. ملكها ورؤساؤها بين الامم. لا شريعة. انبياؤها ايضا لا يجدون رؤيا من قبل الرب. شيوخ بنت صهيون يجلسون على الارض ساكتين. يرفعون التراب على رؤوسهم يتنطقون بالمسوح. تحني عذارى اورشليم رؤوسهنّ الى الارض. كلّت من الدموع عيناي. غلت احشائي. انسكبت على الارض كبدي على سحق بنت شعبي لاجل غشيان الاطفال والرضّع في ساحات القرية. يقولون لامهاتهم اين الحنطة والخمر اذ يغشى عليهم كجريح في ساحات المدينة اذ تسكب نفسهم في احضان امهاتهم. بماذا انذرك بماذا احذرك. بماذا اشبهك يا ابنة اورشليم. بماذا اقايسك فاعزيك ايتها العذراء بنت صهيون. لان سحقك عظيم كالبحر. من يشفيك. انبياؤك رأوا لك كذبا وباطلا ولم يعلنوا اثمك ليردوا سبيك بل رأوا لك وحيا كاذبا وطوائح. يصفق عليك بالايادي كل عابري الطريق. يصفرون وينغضون رؤوسهم على بنت اورشليم قائلين أهذه هي المدينة التي يقولون انها كمال الجمال بهجة كل الارض. يفتح عليك افواههم كل اعدائك. يصفرون ويحرقون الاسنان. يقولون قد اهلكناها. حقا ان هذا اليوم الذي رجوناه. قد وجدناه قد رايناه. فعل الرب ما قصد. تمم قوله الذي اوعد به منذ ايام القدم. قد هدم ولم يشفق واشمت بك العدو. نصب قرن اعدائك. صرخ قلبهم الى السيد. يا سور بنت صهيون اسكبي الدمع كنهر نهارا وليلا. لا تعطي ذاتك راحة. لا تكف حدقة عينك. قومي اهتفي في الليل في اول الهزع. اسكبي كمياه قلبك قبالة وجه السيد. ارفعي اليه يديك لاجل نفس اطفالك المغشي عليهم من الجوع في راس كل شارع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى