- Adminمدير المنتدى
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 5697
اضافة رد : 0
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 31
صلاة مسحة المرضى
الإثنين أكتوبر 17, 2011 12:51 am
من الصلوات المعروفة لدى بيوتنا وعائلاتنا المسيحية، صلاة ”القنديل“ التي يُمارسها الكهنة عادة في فترة الصوم الأربعيني المقدس، وذلك داخل البيوت؛ إلاَّ أن أصل هذه الصلاة هي صلاة سرِّ مسحة المرضى، التي تُمارَس للمرضى إما في البيوت أو في الكنيسة.
وقد أفردنا في الحديث عن أسرار الكنيسة السبعة فصلاً عن سرِّ مسحة المرضى (في مجلة مرقس، عدد أكتوبر سنة 2008، من ص 15-17)، وهو يشرح الأساس الإلهي لهذا السرِّ، مع عرض سريع لصلواته الزاخرة.
لكننا في هذا العدد نتعلَّم من صلوات سرِّ مسحة المرضى الشيء الكثير، وبالتفصيل عن رسالة الكنيسة تجاه أبنائها واهتمامها بخلاص نفوسهم، سواء من خلال شفاء أمراضهم أو من خلال احتمالهم لها، وذلك بحسب مشيئة الله.
وأولاً يربط القديس يعقوب الرسول في حديثه عن ممارسة هذا السر بين شفاء الجسد وشفاء النفس بقوله: «أمريضٌ أحد بينكم، فلْيَدْعُ قسوس الكنيسة ويدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي (أو تُخلِّص(1)) المريض، والرب يُقيمه. وإن كان قد فعل خطية، تُغفر له» (يع 5: 15،14).
وهذا النص يحمل معاني مختفية وسط الكلام:
______________________________________________
+ فصلاة الإيمان تُخلِّص المريض، سواء شُفِيَ أم لا؛ ولكن في النهاية سيُقيمه الرب، سواء بمعنى أن يُقيمه الرب معافى من مرضه، أو إن انتقل بسبب مرضه، فالرب سيُقيمه في القيامة الأخيرة.
وسنجد ضمن صلوات هذا السر صلاة تُقال سرّاً أي بصوت خافت لا يسمعه المريض عن هذا الاحتمال الثاني (أي انتقاله بسبب مرضه).
+ تحوي صلوات السرِّ قراءات متنوعة مـن أسفار الإنجيل، وكلها تخصُّ المريض والحاضرين معه، وهي تحضُّ على: الاحتمال، والتوبة، والمحبة، والمغفرة لإساءات الآخرين حتى نحظى نحن بغفران الله لخطايانا، والحياة في الإيمان بابن الله، واعتبار المرض شركة في آلام وصليب المسيح، وحفظ وصايا المسيح، والامتلاء من الروح القدس.
فالصلوات التي يُصليها الكاهن، مع القراءات التي من أسفار الإنجيل المقدس، تُقدِّم عظة وتحريضاً على الحياة المسيحية الكاملة، من أجل خلاص النفس. ومتى خلصت النفس، فيمكن شفاء الجسد من أمراضه.
وقد أصبح معروفاً الآن أن الكثير مـن الأمراض القاتلة سببها عبوديـة النفس لاهتمامات وأمجاد وأموال هذا الدهر، وما يصحبها من قلق وهمٍّ وخوف وأرق واندفاع لتحقيق سعادة دنيوية تعصف في النهاية بهؤلاء إلى المرض القاتل، فالموت.
(لذلك ليت الجميع ينصتون إلى صلوات وقراءات هذا السرِّ بإمعان وانتباه، وبخوف ورعدة، كفرصة لسماع صوت الله لهم الذي أتى في شخص الكاهن ليقرع أبواب القلوب لينتبهوا ويصحوا صحوة الحياة الأبدية، من نوم الغفلة والتوهان في أدغال هذا الدهر).
عرض مختصر لمقتطفات
من صلوات هذا السرِّ:
__________________________________
+ أول طلبة في الصلاة الأولى: ”يا مَن أَمَرَ المرضى أن يدعوا قسوس الكنيسة، الذين هم خدَّام لاهوتك(2)، ويدهنوهم بالزيت المقدس ليخلصوا“.
+ ”اجعل في هذا الزيت الشفاء للذين يُدهنون منه، واسترهم من جميع المحاربات الشيطانية، وأَمِلْ إليهم بوجه رحمتك، وباركهم بعين صلاحك، وابسِطْ يد قوتك وامنح عبدك (فلان) والحاضرين معنا الشفاء النفساني والجسداني“.
+ يصلِّي الكاهن وهو يرشم بالصليب على الزيت، ويردُّ الحاضرون على كل طلبة: ”يا رب ارحم“.
فيقول الكاهن: ”من أجل السلام السمائي“، ”من أجل تقديس هذا الزيت“، ”من أجل تقديس هذا البيت والسكَّان فيه“، ”من أجل تقديس آبائنا وإخوتنا المسيحيين“،
+ ”أيها الرب الرؤوف المتحنِّن، أَعلِن رحمتك لكل واحد، وأَظهِر قوتك في خلاص الآتين إلى مسحة كهنتك بأمانة، واشْفِهم بنعمتك. وكل الذين سقطوا في سهام الأوجاع أَنقذهم من سهام العدو، ومضايقة الأفكار، وآلام الجسد، وسائر المكروهات الخفية والظاهرة... نسألك يا رب من أجل عبدك (فلان) لتحلَّ عليه نعمة روح قدسك، وطهِّره من جميع خطاياه، واغفر له جميع زلاَّته، ونجِّه من كل شدة. وخلِّصنا كلنا من الشر والشرير. آمين“.
الصلاة الثانية:
________________________
بعد أن يعترف المريض بخطاياه، يقول الكاهن طِلبة يُعدِّد فيها وعود الرب بقبول الخطاة الراجعين إليه، وتحقيق هذه الوعود في مَثَل الخروف الضال، والدرهم المفقود، وفي الزانية التي تابت قديماً، والمُقعَد الذي أعطاه الغفران. ثم يقول: ”اطَّلِعْ، أيها المتحنِّن، من سمائك المقدسة، وحِلّ في عبدك (فلان) المعترف بزلاَّته، الذي أَقبَلَ إليك بأمانة ورجاء، واغفر له غلطاته، إن كان بالفعل أو بالقول أو بالفكر. طهِّره من كل خطية، واحفظه بقية زمان حياته سالكاً في وصاياك، لكي لا يفرح به العدو مرة أخرى. وبهذا يتمجَّد اسمك القدوس...“.
الصلاة الثالثة:
_______________________
يرفع الكاهن صلاته بهذه الطلبة، ولكنه في هذه المرة يُصلِّي بحرارة ولجاجة شديدة مؤثِّرة، كما يبدو من كلماتها ومن أمثلة الشفاء القديمة التي يُذكِّر بها الرب. فهو يذكر شفاء حماة سمعان من الحمى الصعبة، والنازفة الدم من مرضها القديم، وابنة الكنعانية من الروح النجس، والمثل الذي قاله الرب عن الذي ترك للغريم ما كان عليه. وأنه (أي الرب) الذي قَبِلَ اعتراف اللص في آخر حياته وأنعم عليه بالفردوس، والذي حَمَل خطايا العالم، والذي سُمِّر على الصليب بإرادته وحده، والذي سمعتَ لحزقيَّا الملك (في العهد القديم) عند ضيقة نفسه في ساعة موته ولم تَعْرِِض عن طلبته. بكل هذه المراحم التي صنعها الرب للآخرين، يتوسَّل الكاهن ويتضرَّع ويصرخ نحوه قائلاً:
”لكي تغفر لعبدك (فلان) ولنا نحن عبيدك جميع آثامنا، الذاتية وغير الذاتية... التي أتت منا والتي وردت علينا من آخرين... التي من حركات الروح أو الجسد، التي من الحواس الظاهرة أو الضمائر المخفية... واهْدِنا وساعدنا لكي نسلك في طريق الحياة الأبدية، لا طريق الموت الظاهري. نعم، يا رب، سامح عبدك (فلان) بجميع زلاَّته، واملأ فاه من تسبيحك، وابسط يديه إلى فعل وصاياك، وهيِّئ أقدامه إلى سبيل الخلاص، وحصِّن أعضاءه وأفكاره بقوتك...“.
الصلاة الرابعة والصلاة الخامسة:
________________________________
في هاتين الصلاتين تظهر صفة جديدة لله نحونا: ”المؤدِّب الشافي، الذي يُقيم المسكين من الأرض ويرفع الفقير من المزبلة، أبو الأيتام وقاضي الأرامل، ميناء الذين في العاصف، طبيب السقماء، الذي حَمَل أمراضنا ورفع آثامنا، القريب في المعونة، المتأنِّي في العقاب“.
حيث إن الكثيرين من المرضى يظنون خطأً أن أمراضهم هي نوع من العقاب على خطاياهم، ربما عن تأنيب ضمير أو ندامة على أفعال خاطئة. ولكن بعد أن حَمَل المسيح عقوبة خطايانا على الصليب، والتي هي الموت، لأن ليس عقوبة على الخطية أخفَّ من الموت، فلم تَعُد الأمراض والآلام عقوبة، بل طريقاً لخلاصنا، بل صار الألم موهبة وهبة للشركة مع المسيح في آلامه، حسب القول الرسولي: «لأنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضاً أن تتألموا لأجله» (في 1: 29). والمؤمن الحكيم يعتبر آلام الزمان الحاضر من أمراض وأحزان وضيقات هي بمثابة تأديب من ”المؤدِّب الشافي“، وتنقية وتطهير للإنسان من شهوات وأدناس هذا العالم، ليتسنَّى للإنسان دخولٌ بسعة وبفرح إلى ملكوت السموات (2بط 1: 11).
ولاحِظ في صلاة الكاهن وصفَه الله: ”المتأنِّي في العقاب“، لينفي عن الله صفة العقاب على خطايا الإنسان هنا على الأرض، وقبل مجيء يوم الدينونة الرهيب، وحيث لا عقوبة على الخطية إلاَّ الموت الأبدي، حيث حملها المسيح في جسده على الصليب، لكنه أمات الموت بموته.
الصلاة السادسة والصلاة السابعة:
+ وفي هذه الطلبة يقول الكاهن بنوع من الانسحاق أمام الله:
__________________________________________________
”أيها المُحسن المتحنِّن الكثير الرأفات، الذي لا يشاء موت الخاطئ حتى يرجع إليك ويحيا، الذي ليس بوضع أيدينا - نحن كهنتك الخطاة - على رأسه متوسِّلين إليك عن غفران خطاياه؛ لكن باليد العزيزة التي لهذا الإنجيل، نطلب إليك يا محب البشر، أيها الرب المتأنِّي، يا من قَبِلَ إليه توبة داود على يد نبيِّك ناثان، أيها المخلِّص الذي قَبِلَ إليه توبة مَنَسَّى“،
+ ”اقبل إليك توبة عبدك (فلان) كعظيم محبتك للبشر، وبواسطة كهنتك أنت أمرتَ بالغفران سبعة في سبعين مرة، وكمقدار رحمتك، وكمقدار عظمتك يليق بك المجد“.
وهكذا تكرز الكنيسة لمؤمنيها وتخدمهم في آلامهم وأمراضهم بالصلاة والطلبة من أجل خلاص نفوسهم، وبشفاء أجسادهم، طالبة لهم المغفرة عن خطاياهم. +
وقد أفردنا في الحديث عن أسرار الكنيسة السبعة فصلاً عن سرِّ مسحة المرضى (في مجلة مرقس، عدد أكتوبر سنة 2008، من ص 15-17)، وهو يشرح الأساس الإلهي لهذا السرِّ، مع عرض سريع لصلواته الزاخرة.
لكننا في هذا العدد نتعلَّم من صلوات سرِّ مسحة المرضى الشيء الكثير، وبالتفصيل عن رسالة الكنيسة تجاه أبنائها واهتمامها بخلاص نفوسهم، سواء من خلال شفاء أمراضهم أو من خلال احتمالهم لها، وذلك بحسب مشيئة الله.
وأولاً يربط القديس يعقوب الرسول في حديثه عن ممارسة هذا السر بين شفاء الجسد وشفاء النفس بقوله: «أمريضٌ أحد بينكم، فلْيَدْعُ قسوس الكنيسة ويدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي (أو تُخلِّص(1)) المريض، والرب يُقيمه. وإن كان قد فعل خطية، تُغفر له» (يع 5: 15،14).
وهذا النص يحمل معاني مختفية وسط الكلام:
______________________________________________
+ فصلاة الإيمان تُخلِّص المريض، سواء شُفِيَ أم لا؛ ولكن في النهاية سيُقيمه الرب، سواء بمعنى أن يُقيمه الرب معافى من مرضه، أو إن انتقل بسبب مرضه، فالرب سيُقيمه في القيامة الأخيرة.
وسنجد ضمن صلوات هذا السر صلاة تُقال سرّاً أي بصوت خافت لا يسمعه المريض عن هذا الاحتمال الثاني (أي انتقاله بسبب مرضه).
+ تحوي صلوات السرِّ قراءات متنوعة مـن أسفار الإنجيل، وكلها تخصُّ المريض والحاضرين معه، وهي تحضُّ على: الاحتمال، والتوبة، والمحبة، والمغفرة لإساءات الآخرين حتى نحظى نحن بغفران الله لخطايانا، والحياة في الإيمان بابن الله، واعتبار المرض شركة في آلام وصليب المسيح، وحفظ وصايا المسيح، والامتلاء من الروح القدس.
فالصلوات التي يُصليها الكاهن، مع القراءات التي من أسفار الإنجيل المقدس، تُقدِّم عظة وتحريضاً على الحياة المسيحية الكاملة، من أجل خلاص النفس. ومتى خلصت النفس، فيمكن شفاء الجسد من أمراضه.
وقد أصبح معروفاً الآن أن الكثير مـن الأمراض القاتلة سببها عبوديـة النفس لاهتمامات وأمجاد وأموال هذا الدهر، وما يصحبها من قلق وهمٍّ وخوف وأرق واندفاع لتحقيق سعادة دنيوية تعصف في النهاية بهؤلاء إلى المرض القاتل، فالموت.
(لذلك ليت الجميع ينصتون إلى صلوات وقراءات هذا السرِّ بإمعان وانتباه، وبخوف ورعدة، كفرصة لسماع صوت الله لهم الذي أتى في شخص الكاهن ليقرع أبواب القلوب لينتبهوا ويصحوا صحوة الحياة الأبدية، من نوم الغفلة والتوهان في أدغال هذا الدهر).
عرض مختصر لمقتطفات
من صلوات هذا السرِّ:
__________________________________
+ أول طلبة في الصلاة الأولى: ”يا مَن أَمَرَ المرضى أن يدعوا قسوس الكنيسة، الذين هم خدَّام لاهوتك(2)، ويدهنوهم بالزيت المقدس ليخلصوا“.
+ ”اجعل في هذا الزيت الشفاء للذين يُدهنون منه، واسترهم من جميع المحاربات الشيطانية، وأَمِلْ إليهم بوجه رحمتك، وباركهم بعين صلاحك، وابسِطْ يد قوتك وامنح عبدك (فلان) والحاضرين معنا الشفاء النفساني والجسداني“.
+ يصلِّي الكاهن وهو يرشم بالصليب على الزيت، ويردُّ الحاضرون على كل طلبة: ”يا رب ارحم“.
فيقول الكاهن: ”من أجل السلام السمائي“، ”من أجل تقديس هذا الزيت“، ”من أجل تقديس هذا البيت والسكَّان فيه“، ”من أجل تقديس آبائنا وإخوتنا المسيحيين“،
+ ”أيها الرب الرؤوف المتحنِّن، أَعلِن رحمتك لكل واحد، وأَظهِر قوتك في خلاص الآتين إلى مسحة كهنتك بأمانة، واشْفِهم بنعمتك. وكل الذين سقطوا في سهام الأوجاع أَنقذهم من سهام العدو، ومضايقة الأفكار، وآلام الجسد، وسائر المكروهات الخفية والظاهرة... نسألك يا رب من أجل عبدك (فلان) لتحلَّ عليه نعمة روح قدسك، وطهِّره من جميع خطاياه، واغفر له جميع زلاَّته، ونجِّه من كل شدة. وخلِّصنا كلنا من الشر والشرير. آمين“.
الصلاة الثانية:
________________________
بعد أن يعترف المريض بخطاياه، يقول الكاهن طِلبة يُعدِّد فيها وعود الرب بقبول الخطاة الراجعين إليه، وتحقيق هذه الوعود في مَثَل الخروف الضال، والدرهم المفقود، وفي الزانية التي تابت قديماً، والمُقعَد الذي أعطاه الغفران. ثم يقول: ”اطَّلِعْ، أيها المتحنِّن، من سمائك المقدسة، وحِلّ في عبدك (فلان) المعترف بزلاَّته، الذي أَقبَلَ إليك بأمانة ورجاء، واغفر له غلطاته، إن كان بالفعل أو بالقول أو بالفكر. طهِّره من كل خطية، واحفظه بقية زمان حياته سالكاً في وصاياك، لكي لا يفرح به العدو مرة أخرى. وبهذا يتمجَّد اسمك القدوس...“.
الصلاة الثالثة:
_______________________
يرفع الكاهن صلاته بهذه الطلبة، ولكنه في هذه المرة يُصلِّي بحرارة ولجاجة شديدة مؤثِّرة، كما يبدو من كلماتها ومن أمثلة الشفاء القديمة التي يُذكِّر بها الرب. فهو يذكر شفاء حماة سمعان من الحمى الصعبة، والنازفة الدم من مرضها القديم، وابنة الكنعانية من الروح النجس، والمثل الذي قاله الرب عن الذي ترك للغريم ما كان عليه. وأنه (أي الرب) الذي قَبِلَ اعتراف اللص في آخر حياته وأنعم عليه بالفردوس، والذي حَمَل خطايا العالم، والذي سُمِّر على الصليب بإرادته وحده، والذي سمعتَ لحزقيَّا الملك (في العهد القديم) عند ضيقة نفسه في ساعة موته ولم تَعْرِِض عن طلبته. بكل هذه المراحم التي صنعها الرب للآخرين، يتوسَّل الكاهن ويتضرَّع ويصرخ نحوه قائلاً:
”لكي تغفر لعبدك (فلان) ولنا نحن عبيدك جميع آثامنا، الذاتية وغير الذاتية... التي أتت منا والتي وردت علينا من آخرين... التي من حركات الروح أو الجسد، التي من الحواس الظاهرة أو الضمائر المخفية... واهْدِنا وساعدنا لكي نسلك في طريق الحياة الأبدية، لا طريق الموت الظاهري. نعم، يا رب، سامح عبدك (فلان) بجميع زلاَّته، واملأ فاه من تسبيحك، وابسط يديه إلى فعل وصاياك، وهيِّئ أقدامه إلى سبيل الخلاص، وحصِّن أعضاءه وأفكاره بقوتك...“.
الصلاة الرابعة والصلاة الخامسة:
________________________________
في هاتين الصلاتين تظهر صفة جديدة لله نحونا: ”المؤدِّب الشافي، الذي يُقيم المسكين من الأرض ويرفع الفقير من المزبلة، أبو الأيتام وقاضي الأرامل، ميناء الذين في العاصف، طبيب السقماء، الذي حَمَل أمراضنا ورفع آثامنا، القريب في المعونة، المتأنِّي في العقاب“.
حيث إن الكثيرين من المرضى يظنون خطأً أن أمراضهم هي نوع من العقاب على خطاياهم، ربما عن تأنيب ضمير أو ندامة على أفعال خاطئة. ولكن بعد أن حَمَل المسيح عقوبة خطايانا على الصليب، والتي هي الموت، لأن ليس عقوبة على الخطية أخفَّ من الموت، فلم تَعُد الأمراض والآلام عقوبة، بل طريقاً لخلاصنا، بل صار الألم موهبة وهبة للشركة مع المسيح في آلامه، حسب القول الرسولي: «لأنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضاً أن تتألموا لأجله» (في 1: 29). والمؤمن الحكيم يعتبر آلام الزمان الحاضر من أمراض وأحزان وضيقات هي بمثابة تأديب من ”المؤدِّب الشافي“، وتنقية وتطهير للإنسان من شهوات وأدناس هذا العالم، ليتسنَّى للإنسان دخولٌ بسعة وبفرح إلى ملكوت السموات (2بط 1: 11).
ولاحِظ في صلاة الكاهن وصفَه الله: ”المتأنِّي في العقاب“، لينفي عن الله صفة العقاب على خطايا الإنسان هنا على الأرض، وقبل مجيء يوم الدينونة الرهيب، وحيث لا عقوبة على الخطية إلاَّ الموت الأبدي، حيث حملها المسيح في جسده على الصليب، لكنه أمات الموت بموته.
الصلاة السادسة والصلاة السابعة:
+ وفي هذه الطلبة يقول الكاهن بنوع من الانسحاق أمام الله:
__________________________________________________
”أيها المُحسن المتحنِّن الكثير الرأفات، الذي لا يشاء موت الخاطئ حتى يرجع إليك ويحيا، الذي ليس بوضع أيدينا - نحن كهنتك الخطاة - على رأسه متوسِّلين إليك عن غفران خطاياه؛ لكن باليد العزيزة التي لهذا الإنجيل، نطلب إليك يا محب البشر، أيها الرب المتأنِّي، يا من قَبِلَ إليه توبة داود على يد نبيِّك ناثان، أيها المخلِّص الذي قَبِلَ إليه توبة مَنَسَّى“،
+ ”اقبل إليك توبة عبدك (فلان) كعظيم محبتك للبشر، وبواسطة كهنتك أنت أمرتَ بالغفران سبعة في سبعين مرة، وكمقدار رحمتك، وكمقدار عظمتك يليق بك المجد“.
وهكذا تكرز الكنيسة لمؤمنيها وتخدمهم في آلامهم وأمراضهم بالصلاة والطلبة من أجل خلاص نفوسهم، وبشفاء أجسادهم، طالبة لهم المغفرة عن خطاياهم. +
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى