- Adminمدير المنتدى
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 5697
اضافة رد : 0
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 31
++ باروخ ++
الإثنين أكتوبر 03, 2011 1:24 pm
باروخ كلمة عبرية معناها "مبارك". وقد ذكرت الكلمة في الكتاب المقدس إسماً لثلاثة أشخاص كان أحدهم هو "باروخ" كاتِب السفر المعروف باسمه والذي نتحدث عنه الآن.
والأول هو "باروخ بن زباي" الذي ذكر عنه نحميا أنه رمم جزءاً من سور أورشليم (نح20:3). وقد كان باروخ هذا من بين الرؤساء واللاويين والكهنة الذين ختموا على الميثاق الذي أقسم فيه الشعب كرجل واحد أن يسيروا في شريعة الله (نح6:10). أما الثاني فهو "باروخ ابن كلحوزة" وأبو معسيا الذي هو من رؤساء الشعب الذين عادوا بالقرعة للسكنى في مدينة أورشليم (نح5:11).
أما كاتب هذا السفر فهور باروخ بن نيريل بن معسيا بن صدقيا بن حسديا بن حلقيا. وقد كتب سفر نبوته في بابل بعد السبي. وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه كتب الأصحاحات الخمسة الولى منه. أما الأصحاح السادس والأخير فقد كتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعاً أن يسوقهم في السبي إلى بابل.
وباروخ كاتب السفر كان يعمل كاتباً لإرميا النبي يكتب له ما يأمر بكتابته. وقد كان مخلصاً لأرميا. وعرف عنه أيضاً أنه كان نبياً صدّيقاً. وقد اشترك الإثنان في الأتعاب والإضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.
وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ. فإن أرميا -وهو في السجن- بعدما اشترى لسنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)، فقد إئتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به. وبينما أرميا في السجن أيضاً، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة، فكتبه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان كل الشعب في بيت الرب في يوم الصوم. كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم. فلما سمعوا الكلام خافوا خوفاً شديداً وأشاروا على باروخ أن يهرب ويذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم. وقد حدث أن الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج إغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه! وقد طلب الملك أن يقبض على باروخ الكاتب وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما. وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجاً آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فكتبه. وقد زيد عليه أيضاً كلام كثير (راجع إر36). وقد روى الكتاب المقدس أيضاً أن رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر. فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).
وقد كُتِبَ سفر باروخ أصلا بالغة العبرية. وكان معتبراً أنه جزء مُكَمِّل لسفر أرميا، وقد تبقّى السفر مُتداولاً بالعِبرية. كما بقيت نسخته الأصلية مُتعارفة حتى القرن الثاني الميلادي حين ترجمها "تاودوسيون" إلى اللغة اليونانية. ومنذ ذلك الحين إختفت النسخة العبرانية ولم توجد. ويقع مكان السفر بعد مراثى ارميا.
ورغم إعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحة هذا السفر، فإن البروتوستانت ينكرون على باروخ أنه كاتِب السفر. وهم يقولون أن الإصحاح السادس منه المعروف باسم "رسالة أرميا" كان مُعتبراً سِفراً قائماً بذاته في الترجمة السبعينية. ويقول مؤلف كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 ص306"، وهو بروتستانتى: "هذا السفر عبارة عن مجموعة إضافات إلى نبوات ارميا وهي غير صحيحة". ولا يمكن الأخذ بهذا القول لأن الذي يقرأ الأصحاحات من سفر إرميا التي تتحدث عن باروخ يتأكد بكل يقين أن باروخ لم يكن مجرد كاتِب فقط ولكنه نبياً أيضاً. غير أن المؤلف البروتستانتي المذكور، يضطر إزاء إجماع الكنائس عل الإعتراف بقانونية هذا السفر أن يضيف إلى قوله السابق عنا احتواه السفر من إضافات إلى نبوات ارميا قائلاً: "وهي وإن تكن غير صحيحة من الوجهة التاريخية، لكنها تُظْهِر تقوى وغيرة غذّتها كلمة العهد القديم وروحه".
وستجد في مقدمة الاسفار القانونيه الثانيه في هذا الموقع تواريخ المجامع التي عُقِدَت وأقرَّت قانونية وصحة أسفار المجموعة الثانية للتوراة التي جمعت بعد عزرا ومن بيها سفر باروخ. كما قلنا أنها وردت ضمن قائمة الأسفار الموحى بها ذكرت في قوانين الرسل وقوانين ابن العسال.
ونضيف أنه ورد في كتابات يوحنا فم الذهب قوله: "كما أنه كتبا إرميا النبي ليس فيه شك، كذلك كتاب باروخ لا يجب أن يرتاب فيه أحد ولا في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة. لكن تحسب من رتبة نفس الكتب القانونية". وهذا، وقد ورد في كتاب "مشكاة الطالبين في حل مشكلات الكتاب – ص167) أن الكثيرين من القديسين آباء الأجيال الأولى المبكرة للمسيحية قد شهدوا لهذا السفر واستشهدوا منه في كتاباتهم ومقالاتهم وعِظاتهم ورسائلهم. فقد استشهد به القديس اكليمندس الاسكندرى (=في كتابه المربي، كتاب 10:1؛ 3:2) وأيضاً القديس ديوناسيوس الاسكندرى (=في مؤلفه المسألة العاشرة) والبابا اثناسيوس الرسولى (=في خطبه ضد اريوس الهرطوقي) وايضا القديس ترتليانوس وكبريانوس واوسابيوس وكيرلس الاورشليمي وباسيليوس ويحنا فم الذهب في كتاباتهم. هذا، وفي عدد من أعداد مجلة مرقس (دير أبو مقار – أغسطس 1983 ص22و23) ساق المحرر ترجمة لمقال للقديس إيرينيموس عن القديسة فابيولا، وهو خطاب ايرينيموس إلى أوقيانوس، يستشهِد في كاتب الخطاب بأقوال وردت في سفر نبوءة باروخ.
هذا، ويمكن تقسيم السفر إلى قسمين:
1- القسم الأول: ويشمل الاصحاحات الخمسة الأولى التي كتبها باروخ النبى.
2- القسم الثاني: وهو الإصحاح السادس والأخير المُعنون "رسالة إرميا النبي".
أما القسم الأول فيشتمل على جزئين: الجزء الأول (من ص1 إلى ص8:3) ويشتمل على مقدمة سسفر وكلمة تاريخية. فهو يذكر أن السفر قد كُتِب في السنة الخامسة من خراب اورشليم وسبيها. ويقول أن باروخ تلاه على يكنيا الملك إبن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل، فبكوا وصاموا تائبين وأرسلوا تقدِمات فضة إلى يواقيم بن حِلقيَّا الكاهن ليقدم عنهم محرقات وذبائح خطية. وأرسلوا مع تقدماتهم إلى بني وطنهم في أورشليم كتاب هذه النبوة ليقرأوها في بيت الرب ولكي يذكِّروا الشعب بخطاياهم داعين إياهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله وطالبين منهم أن يصلوا عنهم وعن ملك بابل ووليّ عهده. وفي هذا الجزء يذكر باروخ النبى كيف أن بني إسرائيل أخطأوا ضد اللة فاستحقّوا قضاءه بالإنتقام منهم وخضوعهم تحت يد الأمم الوثنية. لكنه يعود فيتنبّأ أنه بسبب رجوعهم إلى الله وهم في أرض السبى فسوف يعودون إلى أرضهم مرة أخرى ويقي الله معهم عهداً أبدياً.
أما الجزء الثاني من القسم الأول (من ص9:3 – ص5) ففيه يحث الكاتب الشعب أن يرجعوا إلى نبوغ الحكمه ويتعلمون الفِطنة والتعقُّل ويفهموا سُبُل الرب ويقدموا توبة صادقة إلى الله ويستغيثوا به فينقذهم. وفي هذا الجزء أيضاً يطالبهم باروخ النبي أن يرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين. ثم يعد أورشليم بأنها سوف تخلع حلة المذكلة وتتسربل بثوب البر. وتلاحظ أن باروخ النبى يتحدث في هذا الجزء بروح النبوة عن عقيدتين ومهمتين من العقائد المسيحية وهما:-
أ- عقيدة التجسد: ففي الأصحاح الثالث يتبَّأ عن تجسد الله الكلمة لأجل خلاص كل جنس البشر ولأجل أن يتسِّع ملكه في كل الأرض (ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3). وفي نبوئته يتحدَّث عن ذلك الذي نزل من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء.. مَنْ إجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30). ويقول مؤكداً حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3).
ب- عقيدة الثالوث الأقدس: وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع بقوله: "فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الكلمة المخلص وفادي البشر" (با22:4).
والقسم الثاني من السفر وهو الإصحاح السادس المعنون "رسالة إرميا النبى" ويتضمَّن الرسالة التي بعث بها أرميا بيد باروخ إلى اليهود الذين أزمع بابل أن يسبيهم ويسوقهم نظير أخوتهم إلى بابل. وفيها يوضح النبي فساد عبادة الأوثان ويحذرونهم من السجود للأصنام التي ليس لها نطق ولا حركة ولا روح قائلاً لهم عنها "إنها ليست بآلهة" (با14:6). وفي الرسالة أيضاً يتبَّأ النبي عن أن السبي في بابل سوف يستمر "سبعة أجيال" (با2:6) أي سبعين سنة "وبعد ذلك أخرجكم من هناك بسلام.
والأول هو "باروخ بن زباي" الذي ذكر عنه نحميا أنه رمم جزءاً من سور أورشليم (نح20:3). وقد كان باروخ هذا من بين الرؤساء واللاويين والكهنة الذين ختموا على الميثاق الذي أقسم فيه الشعب كرجل واحد أن يسيروا في شريعة الله (نح6:10). أما الثاني فهو "باروخ ابن كلحوزة" وأبو معسيا الذي هو من رؤساء الشعب الذين عادوا بالقرعة للسكنى في مدينة أورشليم (نح5:11).
أما كاتب هذا السفر فهور باروخ بن نيريل بن معسيا بن صدقيا بن حسديا بن حلقيا. وقد كتب سفر نبوته في بابل بعد السبي. وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار. وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه كتب الأصحاحات الخمسة الولى منه. أما الأصحاح السادس والأخير فقد كتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعاً أن يسوقهم في السبي إلى بابل.
وباروخ كاتب السفر كان يعمل كاتباً لإرميا النبي يكتب له ما يأمر بكتابته. وقد كان مخلصاً لأرميا. وعرف عنه أيضاً أنه كان نبياً صدّيقاً. وقد اشترك الإثنان في الأتعاب والإضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.
وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ. فإن أرميا -وهو في السجن- بعدما اشترى لسنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)، فقد إئتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به. وبينما أرميا في السجن أيضاً، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة، فكتبه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان كل الشعب في بيت الرب في يوم الصوم. كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم. فلما سمعوا الكلام خافوا خوفاً شديداً وأشاروا على باروخ أن يهرب ويذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم. وقد حدث أن الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج إغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه! وقد طلب الملك أن يقبض على باروخ الكاتب وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما. وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجاً آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فكتبه. وقد زيد عليه أيضاً كلام كثير (راجع إر36). وقد روى الكتاب المقدس أيضاً أن رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر. فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).
وقد كُتِبَ سفر باروخ أصلا بالغة العبرية. وكان معتبراً أنه جزء مُكَمِّل لسفر أرميا، وقد تبقّى السفر مُتداولاً بالعِبرية. كما بقيت نسخته الأصلية مُتعارفة حتى القرن الثاني الميلادي حين ترجمها "تاودوسيون" إلى اللغة اليونانية. ومنذ ذلك الحين إختفت النسخة العبرانية ولم توجد. ويقع مكان السفر بعد مراثى ارميا.
ورغم إعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحة هذا السفر، فإن البروتوستانت ينكرون على باروخ أنه كاتِب السفر. وهم يقولون أن الإصحاح السادس منه المعروف باسم "رسالة أرميا" كان مُعتبراً سِفراً قائماً بذاته في الترجمة السبعينية. ويقول مؤلف كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 ص306"، وهو بروتستانتى: "هذا السفر عبارة عن مجموعة إضافات إلى نبوات ارميا وهي غير صحيحة". ولا يمكن الأخذ بهذا القول لأن الذي يقرأ الأصحاحات من سفر إرميا التي تتحدث عن باروخ يتأكد بكل يقين أن باروخ لم يكن مجرد كاتِب فقط ولكنه نبياً أيضاً. غير أن المؤلف البروتستانتي المذكور، يضطر إزاء إجماع الكنائس عل الإعتراف بقانونية هذا السفر أن يضيف إلى قوله السابق عنا احتواه السفر من إضافات إلى نبوات ارميا قائلاً: "وهي وإن تكن غير صحيحة من الوجهة التاريخية، لكنها تُظْهِر تقوى وغيرة غذّتها كلمة العهد القديم وروحه".
وستجد في مقدمة الاسفار القانونيه الثانيه في هذا الموقع تواريخ المجامع التي عُقِدَت وأقرَّت قانونية وصحة أسفار المجموعة الثانية للتوراة التي جمعت بعد عزرا ومن بيها سفر باروخ. كما قلنا أنها وردت ضمن قائمة الأسفار الموحى بها ذكرت في قوانين الرسل وقوانين ابن العسال.
ونضيف أنه ورد في كتابات يوحنا فم الذهب قوله: "كما أنه كتبا إرميا النبي ليس فيه شك، كذلك كتاب باروخ لا يجب أن يرتاب فيه أحد ولا في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة. لكن تحسب من رتبة نفس الكتب القانونية". وهذا، وقد ورد في كتاب "مشكاة الطالبين في حل مشكلات الكتاب – ص167) أن الكثيرين من القديسين آباء الأجيال الأولى المبكرة للمسيحية قد شهدوا لهذا السفر واستشهدوا منه في كتاباتهم ومقالاتهم وعِظاتهم ورسائلهم. فقد استشهد به القديس اكليمندس الاسكندرى (=في كتابه المربي، كتاب 10:1؛ 3:2) وأيضاً القديس ديوناسيوس الاسكندرى (=في مؤلفه المسألة العاشرة) والبابا اثناسيوس الرسولى (=في خطبه ضد اريوس الهرطوقي) وايضا القديس ترتليانوس وكبريانوس واوسابيوس وكيرلس الاورشليمي وباسيليوس ويحنا فم الذهب في كتاباتهم. هذا، وفي عدد من أعداد مجلة مرقس (دير أبو مقار – أغسطس 1983 ص22و23) ساق المحرر ترجمة لمقال للقديس إيرينيموس عن القديسة فابيولا، وهو خطاب ايرينيموس إلى أوقيانوس، يستشهِد في كاتب الخطاب بأقوال وردت في سفر نبوءة باروخ.
هذا، ويمكن تقسيم السفر إلى قسمين:
1- القسم الأول: ويشمل الاصحاحات الخمسة الأولى التي كتبها باروخ النبى.
2- القسم الثاني: وهو الإصحاح السادس والأخير المُعنون "رسالة إرميا النبي".
أما القسم الأول فيشتمل على جزئين: الجزء الأول (من ص1 إلى ص8:3) ويشتمل على مقدمة سسفر وكلمة تاريخية. فهو يذكر أن السفر قد كُتِب في السنة الخامسة من خراب اورشليم وسبيها. ويقول أن باروخ تلاه على يكنيا الملك إبن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل، فبكوا وصاموا تائبين وأرسلوا تقدِمات فضة إلى يواقيم بن حِلقيَّا الكاهن ليقدم عنهم محرقات وذبائح خطية. وأرسلوا مع تقدماتهم إلى بني وطنهم في أورشليم كتاب هذه النبوة ليقرأوها في بيت الرب ولكي يذكِّروا الشعب بخطاياهم داعين إياهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله وطالبين منهم أن يصلوا عنهم وعن ملك بابل ووليّ عهده. وفي هذا الجزء يذكر باروخ النبى كيف أن بني إسرائيل أخطأوا ضد اللة فاستحقّوا قضاءه بالإنتقام منهم وخضوعهم تحت يد الأمم الوثنية. لكنه يعود فيتنبّأ أنه بسبب رجوعهم إلى الله وهم في أرض السبى فسوف يعودون إلى أرضهم مرة أخرى ويقي الله معهم عهداً أبدياً.
أما الجزء الثاني من القسم الأول (من ص9:3 – ص5) ففيه يحث الكاتب الشعب أن يرجعوا إلى نبوغ الحكمه ويتعلمون الفِطنة والتعقُّل ويفهموا سُبُل الرب ويقدموا توبة صادقة إلى الله ويستغيثوا به فينقذهم. وفي هذا الجزء أيضاً يطالبهم باروخ النبي أن يرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين. ثم يعد أورشليم بأنها سوف تخلع حلة المذكلة وتتسربل بثوب البر. وتلاحظ أن باروخ النبى يتحدث في هذا الجزء بروح النبوة عن عقيدتين ومهمتين من العقائد المسيحية وهما:-
أ- عقيدة التجسد: ففي الأصحاح الثالث يتبَّأ عن تجسد الله الكلمة لأجل خلاص كل جنس البشر ولأجل أن يتسِّع ملكه في كل الأرض (ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3). وفي نبوئته يتحدَّث عن ذلك الذي نزل من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء.. مَنْ إجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30). ويقول مؤكداً حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3).
ب- عقيدة الثالوث الأقدس: وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع بقوله: "فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الكلمة المخلص وفادي البشر" (با22:4).
والقسم الثاني من السفر وهو الإصحاح السادس المعنون "رسالة إرميا النبى" ويتضمَّن الرسالة التي بعث بها أرميا بيد باروخ إلى اليهود الذين أزمع بابل أن يسبيهم ويسوقهم نظير أخوتهم إلى بابل. وفيها يوضح النبي فساد عبادة الأوثان ويحذرونهم من السجود للأصنام التي ليس لها نطق ولا حركة ولا روح قائلاً لهم عنها "إنها ليست بآلهة" (با14:6). وفي الرسالة أيضاً يتبَّأ النبي عن أن السبي في بابل سوف يستمر "سبعة أجيال" (با2:6) أي سبعين سنة "وبعد ذلك أخرجكم من هناك بسلام.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى